أسباب السمنة :
إن اكتساب بعض الناس لأجسام بدنية قد يرجع لأسباب وراثية أو تكوينية..
بدليل أننا نلاحظ انتشار السمنة بين أفراد بعض العائلات بعينها.. والمقصود بهذه
العوامل الوراثية أو التكوينية أن كل إنسان يولد وبداخله نظام معين من الجينات
يحدد تكوينه الجسمي مثل مقدار ما سيكون عليه طول الجسم, ومقدار الدهون التي
ستتكون بداخل الجسم, وأماكن توزيعها.. وبناء على ذلك أيضًا يمكن أن نجد
تفسيرا لتميز أفراد بعض العائلات بالنحافة.
وقد تفسر السمنة كذلك بناء على الأسباب التكوينية بميل بعض الأجسام
لاختزان الطعام أكثر من استهلاكه أي أن عمليات الأيض بأجسامهم تسير بمعدل
منخفض.. وهذه العمليات هي التي يتم فيها تحويل الطعام الذي نأكله إلى مركبات
بسيطة لتتمكن خلايا الجسم من حرقها والاستفاده منها.. وبناء على ذلك أيضًا يمكن
أن نفسر أسباب النحافة في بعض الحالات حيث تتميز بعض الأجسام النحيفة بزيادة
سرعة عمليات الأيض, وبالتالي يستهلك الطعام بسرعة دون فرصة لاختزانه وبناء
على هذا التفسير كذلك يمكن تعليل حدوث السمنة بين بعض الأشخاص رغم
تميزهم بالاعتدال في تناول الطعام.
لكننا في الحقيقة نجد أن هناك نسبة كبيرة من حالات السمنة ترجع ببساطة إلى
الإفراط في تناول الطعام أو بمعنى علمي نتيجة لاكتساب كمية كبيرة من الطاقة من
خلال الطعام تفوق حاجة الجسم, وبالتالي تختزن به على هيئة شحوم. وهذا الإفراط
في تناول الطعام يرجع لأسباب مختلفة مثل النواحي الاجتماعية حيث تتميز بعض
المجتمعات بكثرة الأكل عن غيرها.. وقد يرجع كذلك لأسباب نفسية. بمعنى أن
الشخص المكتئب أو المهموم أحيانًا يفرط في تناول الطعام كأنه يجد في ذلك متنفسًا
لأحزانه وهمومه.
وفي عدد بسيط من الحالات يرجع سبب السمنة لأسباب مرضية وهذه تتمثل في
وجود خلل هرموني بالجسم.. أي بإحدى الغدد الصماء.. وفي هذه الحالات
يصاحب السمنة أعراض مرضية أخرى مميزة لنوع هذا الخلل. ويكون علاج السمنة
في هذه الحالات بعلاج هذا الخلل الهرموني سواء بالجراحة أو بالأدوية.
تحياتي : همس
0 التعليقات:
إرسال تعليق