إعداد : سارة عادل
بدأت قصة السيّد ديور مع الوردة عام 1906 في أعالي تلال مدينة غرانفيل، في النورماندي. كان كريستيان ديور يكاد يبلغ السنة من العمر حين اشترى أهله فيلا «لي روم» Les Rhumbs الكبيرة التي يشير اسمها إلى وردة الرياح، والتي رسمت قدر كريستيان الشاب. ويفسّر لاحقاً حين يتذكّر الفيلّا في سيرته الذاتية «كريستيان ديور وأنا»: « لون جدران الحصى الزهري الفاتح جداً الممزوج مع الحصى الرمادي، لطالما فضّلت هذين اللونين في أزيائي».
وكانت والدته، مادلين ديور قد صمّمت الحديقة المحيطة بالفيلّا وفق أسلوب إنكليزي وتركت لابنها حرية تطبيق ما يصبو له من أفكار، فكانت حديقة الورود. هل كان هذا هو المنطلق الذي نفخت فيه الرياح حاملة معها كريستيان ديور ووروده بعيداً إلى جادة «مونتان» Montaigne في باريس؟
ورود غرانفيل بألوان الزهري المائل إلى البرتقالي والزهري المصفرّ والأبيض كالبودرة، باتت الأشكال والألوان المفضلة لدى المصمم، وهي تظهر مطبوعة أو مطرّزة أو مزركشة على فساتين المساء. وكانت أيضاً جزءاً من حياة كريستيان ديور اليومية إذ كان يجمع الأواني الخزفية المزينة برسوم الورود ويحبّ أن يراها تزيّن رفوف المَواقِد التي تعود إلى القرن الثامن عشر في الصالون الكبير، جادة «مونتان» Montaigne. وبالطبع، الورود هي الأزهار التي تحتلّ مركز الصدارة في حديقته في «ميلي لا فوريه» Milly-la-Forêt، ليس بعيداً عن باريس.
وبالتالي، فإنّ الوردة، البالغة الأهمية في حياة كريستيان ديور كما في عمله، أصبحت أيضاً ذات أهمية كبيرة في مجموعات «مجوهرات ديور» Dior Joaillerie. حيث تزيّن فيكتوار دو كاستيلان الخواتم التي أطلقت عليها اسم «روز ديور باغاتيل» Rose Dior Bagatelle بماسات بيضاء أو جريئة الألوان، وترصّع مجموعة «روز ديور بريه كاتيلان» Rose Dior Pré Catelan بالمرجان والعقيق اليماني والعقيق الأبيض والكوارتز الزهري والجمشت والعقيق الأخضر، وحتى أنها تزرع الورود حول حجرة وسطية رئيسية في مجموعتها «بريسيوز روز» Précieuses Rose
0 التعليقات:
إرسال تعليق