إن أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر الشفافية في الديكور، هو الزجاج، لكن الموضوع ليس منحصراً فقط بعنصر الزجاج، وإنما يتعدى إلى ما هو أبعد من ذلك، لأنه من الصعب البحث في عالم الديكور عن عناصر الشفافية، بعيداً عن المواد النبيلة، ففي الزخرفة كما في العمارة، تؤكد الشفافية حضورها الساحر، من خلال المواد المختارة.
كذلك فإنه يتعدى المادة ليحيط بمفهوم المكان وفلسفته ومدى نقاء فضاءاته وخطوطه، وبالتالي يمكن أن تشمل الشفافية، من هذا المنظور، المزاوجة المرهفة بين المواد النبيلة وبين المكان نفسه، كما أن التضاد في بعض المواقف والظروف سيجد مكانه في هذا التعريف الرحب الذي يتسع باتساع الفكرة،
فالحيوية الممنوحة للمكان، عبر خيارات العناصر التي تشارك في رشاقته، وإبراز نقاوة خطوطه، وبساطة هيكلته، تؤكد من منظور ما شفافيته وما تعكسه فضاءاته الرحبة والمفتوحة.
ولأن الزجاج يكتنز الكثير من هذه الصفات والأبعاد، نجده يتصدر المواد التي تمنح الشفافية بعدها الواقعي، وترفده ببعد افتراضي لا يمكن أن تُحجب مؤثراته، والزجاج هنا لا يعني فقط ما نعرفه في الإكسسوارات، ولكنه ذلك الذي يشارك في صَوغ الهياكل والعناصر بكل تنوعاتها، فهو مرة الزجاج المصقول بنعومة وصفاء، وهو أيضاً الكريستال بكل درجات نقاوته، أو البلكسي غلاس بكل طواعيته ومرونته الأخاذة.
تحياتي: همس
0 التعليقات:
إرسال تعليق