تعتبر إيطاليا واحدةً من أقرب الدول الأوروبية إلى العالم الإسلامي بالنظر إلى القرب الجغرافي من العالم العربي،وكذلك وجود العديد من الروابط والصلات الثقافية والفكرية بين الجانبين وقد دخل الإسلام إلى تلك البلاد في القرن الـ9 الميلادي عندما فتحت دولةُ الأغالبة جزيرةَ صقلية، إلى جانب الحملات التجاري المتبادلة بين التجار المسلمين ونظرائهم الإيطاليين، كذلك العلاقات الفكرية،والتي نشأت عن حركة الترجمة المتبادلة، والتي ساهمت في دعم التيارات الفكرية على جانبي البحر الأبيض المتوسط. ويعتبر الإسلام هو أسرعَ الديانات نموًّا في إيطاليا ،وحاليًا يزيد عدد المسلمين في إيطاليا على المليون نسمة، ويحمل المسلمون الإيطاليون عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية والتي تظهر في شهر رمضان بصورة واضحة.
شهر رمضان
في شهر الكريم يعمل المسلمون على رفع مستوى شعورهم الديني، من خلال ممارسة العبادات الإسلامية خلال الشهر الفضيل، فيحرصون على تناولِ الأطعمةِ التي تعدها الأسر في البلاد المسلمة، إلى جانب المأكولات الشرقية التي تشتهر بها المطابخ الإسلامية، وخاصةً العربية منها،بتقديمها في شهر الصيام؛رغبةً منهم في عدم فقدان دفء المائدة العربية والإسلامية.
ويعتمد المسلمون في إيطاليا إلى تنظيم موائد الإفطار العائلية،والتي قد تضم الأصدقاء من خارج الأسرة أيضًا،
وبصفة عامة فإن المجتمع الإيطالي مجتمعٌ ودودٌ محبٌّ للعائلة، الأمر الذي يعني أن المسلمين في تلك البلاد لا يعانون من فقدان الروابط الاجتماعية بصورة كبيرة أو مؤلمة.
وفيما يخص العبادات والممارسات الدينية فإن حضورَ الدروس الدينية يكون على رأس أولويات المسلم في إيطاليا ،ومن أبرز الجهات التي تنظم تلك الدروس المراكز الإسلامية والمساجد الإيطالية،كما تقوم الدول الإسلامية والعربية بإرسال رجال الدين للقيام بالأنشطة الدعوية للمسلمين بشئون دينهم؛ استغلالاً للنفحات الروحية في ذلك الشهر الكريم.
العنصرية والمسلمون
يعاني المسلمون من العنصرية في إيطاليا، وخاصةً من جانب بعض رجال الدين الكاثوليك المتطرفين،الذين لا يُخفون قلقهم من تنامي الوجود الإسلامي في إيطاليا جرَّاء قدوم المهاجرين إلى البلاد،حاملين معهم ثقافتهم الإسلامية،الأمر الذي يُسهم في زيادة أعداد المسلمين في البلاد بعد حصول هؤلاء المهاجرين على الجنسية،
إلى جانب دخول بعض الإيطاليين في الإسلام؛نتيجةَ علاقات الزواج مع المهاجرين، أو تأثرًا بفكرهم .
تحياتي : همس
0 التعليقات:
إرسال تعليق